اهل غزة بين اعتدال العرب وتوحش اسرائيل

تتوالى الأيام واهل غزة متقطعة بهم سبل الحياة، فحصار اسرائيل حبل وضع حول أعناقهم منذ زمن وهو يضيق عليهم كل يوم إلى ان أحكم خنقهم فصاروا يموتون كالشياه في المستشفيات عاجزين عن التنفس لأن الكهرباء قطعته اسرائيل، يقتلهم الجوع لأن اسرائيل اغلقت المعابر. سجن كبير يقف الجندي الإسرائيلي على ابوابه امام تخاذل عالمي مفضوح وتفرج مخز من منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل إلى غير ذلك لا يمكن أن يجد أي تبرير لها، فأمام الكارثة الإنسانية والجبروت الإسرائيلي مع الإصرار لم يحرك ساكنا ولا شعرة، ماْساة مجتمع بشري يقف العالم اْمامها عاجزا لا لشيء إلا لاْن صا نعتها اسرائيل التي لطالما عجزت عدالة المجتمع الدولي عن اْن تطالها بمجرد اتهام اْوكلمة شائنة فكيف تصل مشنقة هذه العدالة لرقبة أو يد هذا الطاغوت بان عجزه واختلال مقاييس عدالته، لا حراك إلا تاْوهات طفل يبحث عن الهواء الإصطناعي الذي كان يتنفس به أو آخر يبحث تحت نور شمعة عن المصباح الذي كان ينجر عليه واجباته أو آخر يبحث عن كسرة خبز يسد بها رمقه، العرب في صمتهم القديم، فهؤلاء لم يعودوا يخجلون ولا يستحون بل صار الذل عندهم أمرا اعتياديا في حياتهم، فهم يتابعون الأحداث وكأن المحاصرين مجموعة من الحيوانات الذين لا يستحقون إلا الموت عن آخرهم على رأي المنظر اليهودي، فلا يهمهم من أمرهم شيء، وإذا قام قائمهم ليستأسد أعترضه وجه اسرائيل مكشرا فعاد ذئبا كما كان وإذا نهض لينفض عنه الغبار صفعه اتصال من البيت الأبيض.
أما القرار الدولي، فهذا يقف له دائما الفيتو الأمريكي بالمرصاد، فأمريكا مستعدة لتعترض السهم بقلبها حتى لايصيب يد اسرائيل، مع أن هذا القرار لا يحتاج دائما لهذا الفيتو فالجرأة على البنت المدللة ليس بالأمر الهين خاصة وأن المعني بالضغط على هذا المجتمع هم العرب وما أدراك من هم العرب؟ وماهي غزة؟
ولا أحد لسكان غزة إلا سكان غزة، الذين صاروا وكأنهم يدعمون العداء الذي يناصبه العرب قبل العالم لحماس، وصار العقاب جماعيا ورؤساؤنا وأمراؤنا وملوكنا يولوا وجوههم إلى شطر البيت الأبيض، فكيف يولوا أعينهم وقلوبهم شطر غزة والمعابر.
وتبقى غزة بين يد جبروت متغطرس يقتل بوحشية وبكل الأساليب وبين عرب ألفهم الصمت فصار المستغرب أن يتكلموا أو يتدخلوا وليس العكس، وبين مجتمع دولي لا يملك أمره، يجهد نفسه حتى يجد صيغة توازن هيبة لعصا أمريكا حتى تميل الصيغة إلى حيث يميل جزر أمريكا وتمرها ثم لا يردع ذلك فيتو أمريكا.
فمن لغزة غير المحاصَرين والصامتين والمتمالئين.